رايات الوفاق

ـ1ـ
هَلُمِّي يا حَبيبَتي نَسْتَقبِل الوِفاقْ
بِزَغرداتٍ حُلوَةٍ لا تَعرِفُ النِّفاقْ
وَتَرْنيماتِ صِبْيَةٍ
لَمْ يَرْضَعوا الحِقدَ
ولَمْ يُحَبِّذوا انْشِقاقْ
فَأَرضُنا تَتوقُ، يا حبيبتي،
لِلَحْظَةِ انْعِتاقْ
فَصُبحُها اخْتِناقْ
وَظُهرُها اخْتِناقْ
وَلَيلُها اختِناقْ
إلى متى نَظلُّ، يا حَبيبَتي،
كَالرِّيحِ تائِهينْ
نُوَدِّعُ الأَحبابَ ثُمَّ نَقبُرُ الرِّفاقْ؟!
إلى متى نَظلُّ صابِرينْ
وَحَولَنا الحرائِقُ
والدَّمعُ
والفِراقْ؟!
إلى مَتى.. إلى مَتى نَظلُّ ساكتينْ؟!
وكُلُّ عِرقٍ يَنبُضُ:
وِفاقْ..
وكُلُّ ثَغرٍ يَهتِفُ:
وِفاقْ..
ـ2ـ
هَلُّمِّي يا حَبيبتي نُبَشِّر الصِّغارْ
بِعيدِنا الآتي عَلى أجنِحَةِ الطُّيورْ
مُحَمَّلاً بِالزِّينَةِ..
مُكَلَّلاً بِالغارْ
وَمُثْقَلاً "بِأُوفِنا" وَدَبكَةِ الجُمهورْ
نَحْنُ رَبِحْنا "حَربَهُمْ"
فَلْيَفْهَمِ الكِبارْ
بِأَنَّنا صَمَّمْنا أن نُحَطِّمَ الفُجورْ
وَنَعْتُقَ البِلادَ مِن قَماقِمِ الدَّمارْ
وَنَسطَعَ كَالأنجُمِ في وَحْشَةِ الدَّيجورْ
لأنَّنا أصبَحنا، يا حبيبتي،
نَمتَلِكُ القَرارْ
وَنُصدِرُ القَرارْ
قَرَّرنا أن نُحاكِمَ الحُكَّامَ في بِلادِنا
وَنَسحَقَ الغُرورْ
قَرَّرنا أن نُخَلِّصَ الإنسانَ والأديانَ
من تَناسُلِ الشُّرورْ
قَرَّرنا أن نَثورْ
قَرَّرنا أن نَثورْ..
ـ3ـ
لَم نَعُدْ نَرضى بِأن يُقَسِّموا البِلادَ
إثرَ كُلِّ فِتنَةٍ.. غَنائِمْ
أو أن يُقيموا
فَوقَ أشلاءِ الَّذينَ استَشْهَدوا ولائمْ
لَم نَعُدْ نَرضى بِأن تُزَغرِدَ الأَعراسُ
في قُصورِهِمْ
وَتَنْتَشِي في حَيِّنا المَآتِمْ
لَم نَعُد نَرضى بِأن يَعيشوا رَغْدَهُم
والشَّعبُ..
كُلُّ الشَّعبِ بِاللُّقْمَةِ حالِمْ
لَم نَعُد نَرضى بِأن نُضَمِّدَ الجِراح أو نَبتَلِعَ المَظالِمْ
أو أن نُبَوِّسَ الذُّقونَ.. أو نُصَفِّقَ لِحاكِمْ
لأَنَّنا بَعدَ الفَناءِ والرَّحيلِ
نَرفُضُ أن نَقِفَ فَوقَ القُبورِ.. وَنُساوِمْ.
ـ4ـ
لا لَن يَعودَ الماضي.. فَالشَّعبُ يَعِي
كَمْ تاجَروا بِأَمنِهِ، وَأَحرَقوا مِنْ أَدمُعِ
وكَمْ أَباحوا دَمَهُ
وَفَجَّروا آلامَهُ
كَي يُفرِحوا قَلبَ العَدُوِّ المُدَّعي..
لا.. لَن تلوحَ فَوقَ أرضي إلاّ راياتُ الوِفاقْ
ضاحِكاتٍ.. هازِئاتٍ بِالتَّماثيلِ "العِتاقْ"
فَهَلُمِّي، يا حَياتي، بَعدَ أن عَمَّ الوَعي
نُشعِلُ الآمالَ نوراً في الآفاقْ
ثُمَّ نَسقي في حَنايا الأضلُعِ
حُبَّنا التَّوَّاقَ دَوماً.. لِلعِناقْ.
**