ـ1ـ
مِن أَينَ يَأْتي النُّورُ
وَالدُّنيا ظَلامْ؟!
من أيْنَ يَأْتينا السَّلامْ
والحِكاياتُ الحزينَه
أَرهَقَتْ ثَغرَ المَدينَه
والأنامْ..
تَستَطيبُ الغَدرَ والمَوتَ الحَرامْ؟!
ـ2ـ
لَم يَعُدْ فينا شُجاعْ
كُلُّنا باعَ الضَّميرْ
وَتَدَثَّرنا بِأَثوابِ الخِداعْ..
عَمرو بنُ كُلثومٍ سَقانا العِزَّ
خَدَّرَنا بِأَبياتٍ جَميلَه
لَعنَةُ اللّهِ عَلَينا..
قَد خُلِقنا والجَبانةُ تَوأَمَيْنِ..
هِيَ خَرساءٌ.. وَنَحْنُ
تَسبُقُ الأَقدامَ أَلسِنَةٌ طَويلَه!!
ـ3ـ
لَعنَةُ اللّهِ عَلَينا ..
إن أَكَلنا أو شَرِبنا أو حَكَيْنا
طالَما أنَّ "يَدَيْنا"
تَحرُسُ وَكرَ الزَّعامَه
طالَما أَنَّا نُصَفِّقُ
أو نُرَدِّدُ
كُلَّ حَرفٍ قالَهُ تَيْسُ الزَّعامَه
لَيْتَنا ضِعنا.. انْتَهَينا
لَيْتَنا مُتْنا.. وَلَم نَسْمَعْ كَلامَه.
ـ4ـ
كَيْفَ نُصْبِحُ أُمَّةً..
وَالكُلُّ يَرْغَبُ بِالتَّسَلُّطِ والسِّيادَه؟!
كَيْفَ نُصْبِحُ أُمَّةً..
والدِّينُ سِلْعَةُ تاجِرٍ
مَعْروضَةٌ للبَيْعِ في دورِ العِبادَه؟!
نَحْنُ مَنْ باعَ الإلهَ وَالتَّعاليمَ بِساحاتِ المَزادِ
نَحْنُ مَنْ أعطى الغَريبَ
كُلَّ أَسْرارِ البِلادِ
ثُمَّ ثُرْنا..
كَيْ يُقالَ : ثاروا يوماً وَتنادوا لِلْجِهادِ..
لَعْنَةُ اللّه عَلَيْنا
كَمْ شَرِبْنا وَاحْتَسَيْنا
خَمْرَةَ الكِذْبِ وَأَفْيونَ الفَسادِ!!
ـ5ـ
أَلْخَيْلُ لا..
واللَّيْلُ لا..
حَتَّى ولا الْبَيْداءُ تَعْرِفُنا !!
نَحْنُ.. الْخَساسَةُ والتَّزَلُّمُ والتَّمَلُّقُ
مِنْ مَعارِفِنا
أَقْلامُنا مَغْرورَةٌ
وَرِماحُنا مَكْسورَةٌ
وَرِقابُنا مَنْحورَةٌ..
.. بِسُيوفِنا
فَتَأَمَّلوا.. كَيْفَ تَوَحَّدَ نيرُهُمْ
وَتَبَدَّدَتْ مِثلَ الغُبارِ صُفوفُنا!!
ـ6ـ
كَمْ تَآخَيْنا خِداعاً
وَتَحَزَّبْنا خِداعاً
وَتَمَلَّقْنا النِّظامْ..
وَتَناتَشْنا الغَنائِمَ وَالمَراكِزَ والْمَقامْ
كَكِلابٍ أَسْكَتوها بِالْعِظامْ!!
كَمْ تَباكَيْنا عَلَى نَهدٍ جَميلٍ
حينَ وافانا الفِطامْ!!
كَمْ تَجادَلْنا هُراءً
وَتَخاصَمْنا غَباءً
وَتَقاذَفْنا الْكَلامْ
وَتَباهَيْنا بِجَيْشٍ سَئِمَتْ مِنْهُ الخِيامْ
جَيْشُنا، وَالْكُلُّ يَعْلَمُ،
لا يَسيرُ إلى الأَمامْ!!
لَعْنَةُ اللّهِ عَلَيْنا
لَمْ يَعُدْ شَيءٌ لَدَيْنا
غَيْرُ أَضرِحَةِ الرُّخامْ!!
ـ7ـ
أَيْنَ العَساكِرُ..؟! وَالْعَدُوُّ مُدَجَّجٌ،
يَأْتِي إِلَيْنا كُلَّما شَاءَ الْمَجيءْ
يَغْتالُ فينا بَريئَةً.. وَيَدوسُ أَنفاسَ بَريءْ
أَينَ القِياداتُ؟؟.. وَأَينَ الشَّعبُ؟؟..
أَوَّاهُ.. عَلى شَعبٍ جَريءْ
يُلْغي الْمَقاييسَ وَيُنْهي سَطوَةَ الحُكْمِ الرَّديءْ!!
ـ8ـ
لَعْنَةُ اللّهِ عَلَينا.. دائِماً قولوا إذا شِئْتُمْ بُلوغَا
إنَّا حَفِظْنا مِنَ الْمَديحِ مُعَلَّقاتٍ وَتَناسَيْنا النُّبوغَا
نَحنُ شَعْبٌ.. مارسَ التَّدجيلَ أَجْيالاً طِوالا
وَادَّعى حُبَّ الفَضيلَةِ والتَّبَتُّلِ
والنِّساءُ يَتَبَخْتَرْنَ حَبالى!!
آنَ الأوانُ كَيْ نَصيرَ أُمَّةً تَمشي.. فَيَتَّسِعُ الْمَجالْ
آنَ الأوانُ كَي نَصيرَ أُمَّةً تومي.. فَتَنْتَزِعُ المُحالْ
آنَ الأَوانُ.. أُمَّتي
أو قَد أَقولُ مَرَّةً ثانِيَةً.. ما لا يُقالْ.
**