ـ1ـ
أَيْنَ ضَريحُكِ يا بُهَيْسَهْ
أَلْثُمُ الْيَومَ تُرابَه..
وَأُزيحُ ، بَعدَ أجْيالٍ، غُباراً
شَوَّهَ لَونَ الكِتابَه؟!
أينَ ضَريحُكِ..
كَيْ أَبُثَّهُ ما في قَلبي مِنْ صَبابَه؟!
إِنَّ ذِكراكِ أعادتني إلى مَجْدٍ
أَحَلْناهُ خَرابا..
إلى تاريخِ أُنْثَى،
أَحْسَنَتْ فَنَّ الإجابَه
وَأَبَتْ أن تَسْكُبَ الطُّهرَ
وَتَسْقِيْ مِنْ دواليها شَرابا
قَبْلَ أَن تَسْتَلْهِمَ اللّهَ
وَتَفْدي بِانْتِفاضَتِها شَبابا
ـ "يا عَوْفُ.. صُنْ عُروبَتي
وَاحْقُنْ دِماءَ فِتْيَتي
وَارْفَعْ لِواءَ أُمَّتي
ثُمَّ تَعالَ.. خَيْمَتي"
أَوَّاهُ.. إِنَّ الحُلْمَ قَد أَضْحَى سَرابا!!
ـ2ـ
صَدِّقيني يا "بُهَيْسَه".. صَدِّقي الأنْباءْ
إِنَّا لَبِسْنا عارَنا
ثُمَّ انْتَفَخْنا كِبْرِياءْ
نِبْراسُنا الزَّعامَةُ والكِذْبُ وَالرِّياءْ
وَفَنُّنا الشَّتائِمُ وَالقَتْلُ والدِّماءْ
عُقولُنا مَمْلؤَةٌ بِالغِشِّ والغَباءْ
أَخْدارُنا مُباحَةٌ، والوَيْلُ للنِّساءْ
أَوْطانُنا مَسْبِيَّةٌ بِعِنادِنا
وَنُجومُنا مَطْلِيَّةٌ بِسَوادِنا
حَتَّى السَّماءُ عِنْدَنا لَيْسَتْ سَماءْ!!
ـ3ـ
صَدِّقي الأنباءَ.. يا بِنتَ الكِبَرْ
يا زَهْرَةً تَفَتَّحَتْ عَلَى حَجَرْ
يا عُنفُوانَ أُمَّةٍ ضائعَةٍ دونَ أَثَرْ
وَاللَّيْلُ يَحجُبُ شَمْسَها
ويُبَدِّدُ نورَ القَمَرْ..
يا مَنْ رَفَضْتِ الحُبَّ جِنْساً
أَو مَلَذَّاتِ بَشَرْ
نَحنُ أَفْلَسْنا مِنَ الأبطالِ
مِنْ "عَوفِ" الرِّجالِ
وابْتَدَأْنا "نَزْحَفُ" مِثلَ البَقَرْ
أَلبَحرُ مِنْ أَمامِنا
والغَدْرُ مِن ورائِنا
وَلَيْسَ مِنْ مَفَرّ..!!
ـ4ـ
صَدِّقيني يا بُهَيْسَه..
صَدِّقي قَلبي الْجريحْ
أنتِ الَّتي طوَّرْتِ مَفْهومي الصَّحيحْ
أنتِ الَّتي أعطَيْتِني حَقِّي الصَّريحْ
أنتِ الَّتي صَيَّرْتِني القَصائِدَ الثَّوْرِيَّةَ الأوزانْ
صَيَّرتِني العزيمَةَ والصَّوتَ والوِجْدانْ
أنتِ الَّتي عَلَّمْتِني كَيْفَ يَكونُ الأقْوِياءْ
أفْهَمْتِني أنَّ الرُّجولَةَ مِن تَصاويرِ النِّساءْ
وأنَّنـي كيْ أرسُمَ الخريطَةَ
لا بُدَّ مِنْ ألوانْ
وكَيْ أصيرَ الأرضَ والْمَدائِنَ
لا بُدَّ مِنْ إنْسانْ .
ـ5ـ
كُرْمَى لِعَيْنَيْكِ اللَّتَيْنِ أعطَتا وَهْجَ الأُنوثَه
كُرْمَى لِوَرْدِ الشَّفَتَيْنِ
واحْمِرارِهِ يا "بُهَيْثَه"
سَوفَ أُناضِلُ حَتَّى أَقْطَعَ كُلَّ أَذْنابِ الخَباثَه
سَوفَ أناضِلُ حتَّى أهدِمَ كُلَّ قَصرٍ
سَرَقوا مِنِّي أَثاثَه
آهِ يا أُختاهُ لَو تَدرِينَ كَم داءٍ وداءْ
يَنْخُرُ الأجسادَ.. يَمتَصُّ الدِّماءْ
داؤنا.. أنَّ الجَميعَ أغبِياءْ!!
يَحْسِبونَ الْمَجْدَ يَأْتي بِالوراثَه
صَدِّقيني..
أصعَبُ الأمراضِ في الشَّرقِ.. الوِراثَه
فَالمَضارِبُ تُضرَبُ عَبرَ الوِراثَه
والقبائلُ تُؤخَذُ عَبرَ الوِراثَه
والزَّعامَةُ تُنقَلُ عَبرَ الوِراثَه
للبَنينِ الأردِياءْ
والرُّعاعِ الجُبَناءْ
"وَفَدادينِ الحِراثَه"...
ـ6ـ
صدِّقيني يا بُهَيسَه،
أَصبَحَ العُقمُ فَضيلَه
والتَّخَنُّثُ من مَلامِحِنا الجَميلَه
فَسَقى اللّهُ زَماناً سَيْطَرَتْ فيهِ القَبيلَه
كُنَّا الرُّجولَةَ: إنْ مَحَوْا إسمَ الرُّجولَه
كُنَّا الأُنوثَةَ: تُنجِبُ جيلَ البُطولَه
كَيفَ تأتينَ إلَينا مَرَّتَينْ
وَتُعيدينَ الوِفاقَ مَرَّتَيْنْ
وَبُطونُ الْعَرَبِيَّاتِ عَليلَه
والرُّجولَةُ من نوادِرِنا القَليلَه!!..
**